تعود عجلة الدوري الإسباني لكرة القدم إلى الدوران اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي وسيكون العنوان العريض لموسم 2009-2010 متمثلاً بسؤال واحد هو هل سينجح برشلونة بمحافظته على الغالبية العظمى من النجوم الذين قادوه إلى الثلاثية الموسم الماضي، في البقاء على عرشه في مواجهة "ثورة" الانتقالات التي شهدها صيف ريال مدريد.
ما هو مؤكد أن الموسم الجديد من "لا ليغا" سيكون "حرب النجوم" بكل ما للكلمة من معنى لان الرئيس الجديد-القديم لريال مدريد فلورنتينو بيريز انفق 250 مليون يورو خلال هذا الصيف من أجل التعاقد مع ثلاثة من أفضل نجوم العالم على الإطلاق وهم البرتغالي كريستيانو رونالدو (94 مليون يورو من مانشستر يونايتد الإنكليزي) والبرازيلي كاكا (68.5 مليون يورو من ميلان الإيطالي) والفرنسي كريم بنزيمة (35 مليون يورو من ليون)، إضافة إلى تشابي الونسو (30 مليون يورو من ليفربول الانكليزي).
ويدخل ريال مدريد إلى الموسم الجديد بطاقم فني جديد أيضاً إذ سيشرف عليه التشيلي مانويل بيليغريني الذي حاول أن لا يكتفي بتعزيز الناحية الهجومية للفريق الملكي، بل دعمه دفاعياً بتعاقده مع راؤول البيول (15 مليون يورو من فالنسيا) والفارو اربيلوا (4 ملايين يورو من ليفربول) وايستيبان غرانيرو (4 ملايين يورو من خيتافي).
في المقابل اضطر بيريز إلى التخلي عن بعض لاعبيه مثل الهولندي كلاس يان هونتيلار (إلى ميلان مقابل 18 مليون يورو) والأرجنتيني خافيير سافيولا (إلى بنفيكا البرتغالي مقابل 5 ملايين يورو) والفارو نيغريدو (الى اشبيلية مقابل 15 مليون يورو)، كما أنه استغنى عن الهولندي ويسلي سنايدر إلى إنتر ميلان الإيطالي (حوالي 15 مليون يورو)، فيما يبدو الهولندي الآخر اريين روبن في طريقه إلى بايرن ميونيخ الألماني (مقابل 25 أو 30 مليون يورو).
وسيستعيد النادي الملكي حقبة الـ"غالاكتيكوس" التي عرفها إبان الرئاسة الأولى لبيريز من 2000 حتى 2006 عندما ضم في صفوفه حينها لاعبين من طراز الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو الانكليزي ديفيد بيكهام والبرازيلي رونالدو.
ويتخوف جمهور النادي الملكي بأن يختبر الأخير الفشل الذي حصده بين 2003 و2006 عندما أخفق في الحصول على أي لقب رغم وجود النجوم الكبار، علماً بأن بيريز نجح في قيادة النادي إلى لقب الدوري المحلي مرتين ولقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في الأعوام الثلاثة الأولى من ولايته.
كما سيكون جمهور ريال متلهفا لرؤية النجوم الجدد على أرضية ملعب "سانتياغو برنابيو" عندما يقص وصيف بطل الموسم الماضي شريط افتتاح الموسم الجديد غداً السبت في مواجهة ديبورتيفو لا كورونيا العنيد.
ستشكل مباراة غد اختباراً أولياً لمعرفة إذا نجح المدرب بيليغيريني في تحقيق الحد الأدنى من الانسجام في صفوف فريق النجوم، كما سيكون كريستيانو رونالدو تحت المجهر أكثر من النجوم الآخرين خصوصاً أنه لم يقدم شيئاً يذكر خلال المباريات التحضيرية وآخرها أمام روزنبرغ النروجي (4-صفر) على كأس رئيس النادي السابق سانتياغو برنابيو.
من جهته، اعترف بيليغريني بصعوبة مهمته خصوصاً في ما يتعلق بـ"إدارة" النجوم الكبار الذين انضموا إلى النادي الملكي هذا الصيف.
واعتبر مدرب فياريال السابق أن "هذا الأمر سيكون التحدي الأكبر في هذا المشروع. العديد من اللاعبين كانوا نجوم فرقهم، لن تكون المهمة سهلة".
أضاف بيليغريني "إنهم لاعبون دوليون لكن عليهم أن يتفهموا بأنه لا يمكنهم أن يلعبوا دائماً. اللاعب بطبعه أناني دائماً. اللاعبون جميعهم يريدون أن يلعبوا دائماً".
وواصل "هدفي أن يكونوا جميعهم ملتزمين"، مشيراً إلى أنه سيسعى لتوظيف الأفراد لمصلحة المجموعة.
ودافع بيليغريني عن رونالدو معتبراً أن النجم البرتغالي بحاجة إلى الوقت من أجل التأقلم مع الفريق، مضيفاً "كريستيانو رونالدو بحاجة إلى القليل من الوقت من أجل التأقلم مع طريقة لعب فريقه الجديد. كل لاعب في الفريق يعمل بجهد من أجل أن يكون جاهزاً ومن أجل أن يلعب بطريقة جيدة".
https://i.servimg.com/u/f89/14/19/88/13/20098212.jpg" border="0" alt=""/>
وتابع "اختبر رونالدو تغييراً في أسلوب اللعب وهو يعيش الآن في بلد مختلف. يحتاج إلى وقت أطول من اللاعبين الذين يعرفون الدوري الإسباني".
في المقابل، كان بنزيمة اللاعب الأفضل في ريال مدريد خلال التحضيرات للموسم الجديد، فيما قدم كاكا لمحات مميزة في المباريات القليلة التي خاضها مع فريقه الجديد.
ومن المؤكد أن كاكا سيلعب دور العقل المفكر في الفريق ليكون الخلف المثالي للفرنسي زيدان الذي ترك فراغاً كبيراً في ريال مدريد منذ اعتزاله اللعب.
ومن المرجح أن يعتمد بيليغريني الذي سيفتقد مدافعه البرتغالي بيبي في المباريات الأربع الأولى بسبب إيقافه الموسم الماضي لعشر مباريات، على تشكيلة 4-2-2-2، بحيث يلعب كاكا إلى جانب رونالدو ومن خلفهما تشابي الونسو والفرنسي لاسانا ديارا، فيما يلعب بنزيمة إلى جانب القائد الأسطوري راؤول غونزاليز في خط المقدمة.
برشلونة جاهز
في المعسكر الكاتالوني، يعول مدرب برشلونة على الثبات في تشكيلته من أجل تكرار انجاز الموسم الماضي عندما قاد الفريق إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو أمر لم يحققه أي فريق إسباني في السابق.
ولم يدخل غوارديولا أي تعديل كبير على تشكيلة الفريق سوى تعاقده مع النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش من إنتر ميلان الإيطالي، مقابل تخليه للأخير عن الهداف الكاميروني صامويل ايتو إضافة إلى دفعه 49 مليون يورو لبطل إيطاليا.
وسيشكل ابراهيموفيتش الذي أنهى الموسم الماضي في صدارة ترتيب هدافي الدوري الإيطالي برصيد 23 هدفاً، قوة ضاربة في خط المقدمة إلى جانب الأرجنتيني الرائع ليونيل ميسي والفرنسي تييري هنري، ومن خلفهم ثنائي خط الوسط المميز تشافي هرنانديز واندريس انييستا.
وافتتح برشلونة موسمه المحلي بطريقة جيدة اذ توج بلقب كأس السوبر على حساب اتلتيك بلباو بالفوز عليه 2-1 ذهاباً و3-صفر إياباً.
وسيستهل برشلونة حملة الدفاع عن لقبه بطلاً للدوري الاثنين المقبل على ملعبه "نو كامب" امام سبورتينغ خيخون، بسبب ارتباطه بمباراة كأس السوبر الأوروبية التي ستجمعه مساء اليوم على ملعب "لويس الثاني" في موناكو مع شاختار دانييتسك الأوكراني بطل مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي.
ويأمل النادي الكاتالوني ألا يتكرر سيناريو الموسم الماضي عندما سقط في مباراته الأولى أمام نومانسيا (صفر-1).
بقية المباريات
وستشهد المرحلة الافتتاحية مباراة من العيار الثقيل على ملعب "ميستايا" بين فالنسيا الذي أخفق في التأهل إلى دوري الأبطال، واشبيلية ثالث الموسم الماضي.
نجح فالنسيا في المحافظة على نجميه دافيد فيا ودافيد سيلفا رغم معاناته المالية، ما يعني انه لا يزال يملك الأسلحة التي ستمكنه من تعويض ما فاته الموسم الماضي وذلك رغم خسارته جهود البيول والمهاجم المخضرم فرناندو موريانتيس (مرسيليا الفرنسي) والبرازيلي ايدو (كورنثيانز البرازيلي).
أما اشبيلية فحافظ على ترسانته الهجومية المكونة من المالي فريديريك كانوتيه والبرازيلي لويس فابيانو الذي كان في طريقه إلى ميلان قبل أن تتعثر المفاوضات بين الناديين، كما أضاف إليهما المهاجم الواعد الفارو نيغريدو من ريال مدريد.
ووقع نيغريدو (23 عاماً) عقداً مع النادي الأندلسي لمدة خمسة أعوام مع بند يسمح لريال مدريد بشرائه مجدداً بعد عامين إذا ما أراد ذلك.
كما سيشهد الموسم الجديد وجود فرق خيريز وسرقسطة وتينيريفي في دوري الأضواء، وهي حلت بدلاً من بيتيس ونومانسيا وريكرياتيفو هويلفا وذلك بعد أن احتل هذا الثلاثي المراكز الثلاثة الأخيرة في الدرجة الأولى في نهاية الموسم.
وسيلعب خيريز في دوري الأضواء للمرة الأولى خلال 62 عاماً، علماً بأن الفريق الأندلسي الذي أسس عام 1947، أما تينيريفي فسيسجل عودته بين الكبار للمرة الأولى بعد غياب ستة مواسم، فيما عاد سرقسطة بعد موسم واحد فقط في الثانية.
ويستهل خيريز مشواره في مواجهة مضيفه مايوركا، فيما يلعب تينيريفي مع مضيفه سرقسطة.
في المباريات الأخرى يلعب اتلتيك بلباو مع اسبانيول، وملقة مع اتلتيكو مدريد، واوساسونا مع فياريال، وراسينغ سانتاندر مع خيتافي، والميريا مع بلد الوليد.